جليس اللاعبين

الكاتب الرياضي المشهور و اللذي يسمي نفسه اللاعب السرّي يقول في احد كتبه انه فكر في العمل كوكيل لاعبين بعد اعتزاله اللعبة و لكنه بعد محادثة احد اصدقائه الوكلاء عرف ان معظمهم يدركون أن العديد من زبائنهم بحاجة إلى رعايتهم جنبا إلى جنب (كجليس الاطفال) حتى يتمكنوا من التركيز على و ظيفتهم و هي ممارسة اللعبة اللتي يلعبونها و على الرغم من كل هذه الامور فإن الدور الرئيسي للوكيل يبقى أساسا ما كان عليه دائما و هو تأمين أفضل صفقة ممكنة لاعبه عندما يتعلق الأمر بمفاوضات العقد. بالإضافة إلى رواتب تقدر بملايين الجنيهات، فإن الوكلاء قد حصلوا على كل حافز محتمل للضغط على الاندية فمينو رايولا خرج من صفقة بوغبا بمبلغ 27 مليون يورو (و ما خفي كان أكثر) مثل أحد أكثر موارد الدخل للاعبين و هو حقوق الصورة و كقاعدة عامة 15-20٪ من قيمة عقد اللاعب يعتبر مبلغ مقبول مقابل حقوق الصورة في شركة موجودة و مملوكة للوكيل و الامور الاخرى كالإعلانات. و لحسن الحظ لم يدّعِ لاعبوا كرة القدم أبدا أنهم خبراء ماليين لذلك كان لزاماً أن تكون طبيعة العلاقة بين اللاعب و وكيله علاقة يسودها الكثير من المحبة و الثقة لأنه أذا كان النادي هو من يضع الطعام على طاولته بالرواتب اللتي يدفعها ، فالوكيل هو من يحضر هذه الطاولة و يجب على اللاعب أن يعي ان وكيله يعمل الكثير لاحضار افضل العروض له لكي يؤمن مستقبله ، صحيح أنه يتلقى الاجر مقابل ذلك و لكن لا تنسى انه يسعي لزيادة دخلك و مساعدته على تأمين مستقبلك كلاعب. و بالنظر لإحدى قضايا الموسم و هي قضية عوض خميس فلابد ان نعي ان لكل شخص دافع و من المؤكد ان دافع اي لاعب سيكون المال بدرجة كبيرة و هذا كان محرك وكيله غرم العمري في البحث عن ذلك العرض بالنسبة له و لكن بعد النظر لما آلت اليه القضية نجد انهما لم يكونا على نفس الاتجاه فمينو رايولا يقول ان اللاعب و وكيله يجب أن يتفقا و يعملا على الوصول لنفس الهدف و في هذه الحالة نجد أنه من الواضح انها ليس على مايرام او انهما لم يتفقا على خطة التفاوض. شخصياً لا افهم سبب عقوبة غرم العمري فإن لم يكن هناك خرق أو تجاوز واضح للقوانين من قبله فالعقوبة مبالغ فيها ، فالاعب و الناديان (ربما احدهما بصفة أكبر) هم من تسببوا في هذا الوضع المحرج و لكن الامر الوحيد المؤكد (بالاعتراف) هو اننا لدينا مشكلة في اللاوائح و الانظمة و حلها بسيط و سيكون اخر جملة في المقال .. أستنسخوا خبرات من سبقكم ... و اعني ذلك حرفياً بُعد آخر كرستيانو رونالدو اهدى خورخي مينديز جزيرة في اليونان بمناسبة زواجه (رِفد)